منتدى السودان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
Admin
Admin
Admin
المساهمات : 82
تاريخ التسجيل : 17/11/2023
https://mustafan.ahlamontada.com

الأدب العربي في العصر الحديث (٣)  # مدرسة أبولو Empty الأدب العربي في العصر الحديث (٣) # مدرسة أبولو

الخميس مارس 14, 2024 1:13 am
الأدب العربي في العصر الحديث (٣)  # مدرسة أبولو Oaoa_410

الأدب العربي في العصر الحديث (٣)
#مدرسة_أبولو
بقلم: مصطفى نصر
جماعة أبولو الشعرية هي إحدى المدارس الأدبية الهامة في الأدب العربي الحديث. مؤسسها هو الشاعر أحمد زكي أبو شادي الذي ولد في عام 1892م. ضمت الجماعة شعراء الوجدان في مصر والوطن العربي، ومن روادها: إبراهيم ناجي، وعلي محمود طه، وأبي القاسم الشابي، ومحمد عبد المعطي الهمشري وصالح جودت وعلي العناني، وكامل كيلاني، ومحمود عماد، وجميلة العلايلى وصلاح أحمد إبراهيم.
سميت المجموعة بهذا الاسم نسبة إلى صحيفتهم صحيفة أبولو التي أصدرها شعراؤها عام 1932. تسمية جماعة أبولو بهذا الاسم يوحي من زاوية خفيفة باتساع مجالات ثقافتهم وإبداعهم كما اتسمت بوظائف (الإله الاغريقية أبولو) التي تتصل بالتنمية الحضارية ومحبة الفلسفة وإقرار المبادئ الدينية والخلقية. واتجاه هذه المدرسة هو الاتجاه الرومانسي.
فإذا كانت مدرسة الديوان التي ذكرناها بالرقم "١" سميت المدرسة الإنجليزية لتأثر روادها بالمدرسة الرومانسية الإنجليزية، لاتقانهم اللغة الانجليزية، فإن رواد هذه المدرسة قد تأثروا بالمدرسة الرومانسية الفرنسية لاتقانهم اللغة الفرنسية وبذا يتضح أن كلاً من مدرسة أبولو والديوان متفقتين في الاتجاه الرومانسي، إلا أن  هنالك اختلافات طفيفة في مبادئهم  تتلخص في: مدرسة الديوان لا تلتزم بالوزن والقافية وايضاً مدرسة أبولو كانت لا تلتزم بالوزن والقافية، مدرسة الديوان كانت لا تسرف في استخدام الصور والمحسنات بينما كانت مدرسة أبولو تسرف في استخدام الصور وأيضا تجسيدها وتحويلها إلى معنويات، مدرسة أبولو كانت تتعمد دخول الألفاظ الاجنبية والتعبيرات الجديدة، بينما مدرسة الديوان كانت أقرب للمحافظة على اللغة العربية التراثية بقاموسها المواكب للعصر والبعيد عن الألفاظ الوحشية الصعبة.
كما أن من الفروق بين المدرستين أن مدرسة أبولو تعتمد على الإيمان بذاتية الوحدة الشعرية واستخدمت مدرسة أبولو الأساطير  في شعرها وكانت تميل إلى حب الطبيعة، بينما كانت تعتمد مدرسة الديوان على مدرسة التحليل النفسي والدعوة الدائمة إلى التجديد الشعري.

الأدب العربي في العصر الحديث (٣)  # مدرسة أبولو Images21

ولعل أهم مبادئ مدرسة أبولو:
1- الطلاقة البيانية: فالبيان عندهم أفضل من المازني وشكري والعقاد.
2- الحرية التعبيرية: استخدموا اللغة استخداماً جديداً في دلالة الألفاظ ووضع الصفات من موصوفاتها بطرائق إيحائية.
3- التوسع في المجازات والابتكار في الصور عن طريق الحواس فهم يجعلون المسموع مشموماً، والمشموم مرئياً وقد أبدعوا في ذلك أيما إبداع.
4- لهم معجم شعري خاص: يركزون فيه على ألفاظ مخصوصة.
5- العناية بالموسيقى وتأثيرها بالشعر، وتلاحمها مع المضمون والألفاظ والصور والموسيقى.
6- الدلالة الإيحائية: وهي موجودة في الأدب العربي عن طريق البلاغة والصور البيانية لكنها لم تتأثر بالإيحاء في القرآن الكريم، أماَّ شعراء الوجدان فإنهم اهتدوا إلى كثير من الأساليب التي منحت شعرهم دلالات فياضة.
7- تجسيم المعنويات: وهي صورة حية منحت الحس والحياة والتجسيم لكثير من المعاني التجريدية.
8- تشخيص الجمادات: وهي صورة حيه متحركة ناطقة.
9- التجديد في المضمون الشعري في قوة الانفعال في الصور وتوظيف الألفاظ.
10- التعبير بالصورة، فتجد شعرهم موظفا للصور الفنية ذات الدلالة الإيحائية.
11- التعاطف مع الأشياء والامتزاج بها فيجعل الشيء يفكر ويحس نيابة عنه.
12- التعبير الرمزي بالألفاظ، والصور.
13- الإكثار من الألفاظ المرتبطة بالطبيعة.
14- الإكثار من الألفاظ المتصلة بالروحانية.
15- الميل إلى الألفاظ الرشيقة ذات الخفة على اللسان وحسن الوقع على الآذان وذات الإمكانيات الدلالية.
16- الموسيقية الصافية الهامسة البعيدة عن الجفاف والوعورة.
17- استخدام الألفاظ اليونانية القديمة التاريخية وكذلك الفرعونية.
ولعل أهم ما أضافته مدرسة أبولو في الأدب العربي الحديث هو الحب العذري والشعر الصوفي، وارتفعت من خلالها نبرة الألم والحرمان، وركزوا على موضوعات الحب كملاذ آمن لهم من الحرمان والشعور بالظلم، والحنين للماضي واشواقهم للبعد عن الحاضر الحزين، وتصوير البؤس وتفجير نهر من الأحزان، واللجوء لأحضان الطبيعة كملاذ آمن لهم من بوس واقعهم.
وختاما: نذكر أن أن مدرسة أبولو وجه لها نقد كبير من العقاد ومدرسة الديوان، كما وجه لها نقد من المحافظين الذين رأوهم أبعد عن اللغة العربية في ديباجتها الصافية، تتلاعب بهم الحضارة الغربية وتريد أن تستخدمهم كذراع لهدم التراث العربي.
--------------
مراجع المقال
١/ أحمد زكي أبو شادي "رئيس التحرير"، مجلة أبولو الشهرية العدد الأول من ٢٥، طبعة الهيئة  المصرية العامة للكتاب سبتمبر ١٩٣٢
٢/ د. سيد البحراوي - موسيقى الشعر عند شعراء مدرسة ابولو- موقع مكتبة نور PDF تاريخ الإنشاء: 16 سبتمبر 2006
3/ محمد سعد فشوان - مدرسة أبولو الشعرية - طبعة دار المعارف مصر ١٩٩٨م
4/ د. عبد العزيز الدسوقي - جماعة أبولو وأثرها في الشعر الحديث - الناشرون الهيئة العامة لقصور الثقافة يناير ٢٠٠٠م.
5/ أحمد زكي أبو شادي - أنداء الفجر - ملف بي دي اف موقع مكتبة هنداوي 2008
6/ مها دحام -  جماعة أبولو في الذاكرة الأدبية - مقال في موقع موضوع دوت كوم  2021م
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى